Doubts

من الغريب عليّ إدراكه حقًا هو كوني الاختيار الثاني.. حسنًا لا أعني بالنسبة للمحيطين، بدأ الموضوع عندي وانتهى عندي أيضًا بنفس القياس.

ليس من العدل أو المنطق أن تتوقع ما لا تسعى له، ليس من المتوقع أن يمنحك غيرك إلا قدرك الذي تعتقد، قد يمنحوك الكثير ولا تراه، قد تراه ولا تؤمن أنه لك على وجه الخصوص.. بالضرورة إنهم لطفاء في المجمل.. أعتقد أنهم مخدوعين بشكلٍ ما. 

تحاول - أو أُحاول - مرارًا الفرار من نفسي،من صورتي المكوّنة مسبقًا والتي مهما عنيت بالبحث عن منفذ منها لا أجد سواها في المرايا، والصور، وفي عيون أصدقائي المساكين حقًا.

قد أمتلك ما ينقص هذا وهذا، قد ينقصني ما يمتلكون، ولكن بالضرورة ينقصني أن أضع نفسي في أولى متطلبات نفسي أيضًا!

هل فكرت يومًا بالاستيقاظ من النوم بدافع أن تساعد شخصًا آخر على تجاوز يومه السيئ، وعلى الرغم من سوء يومك لا تكترث لك بنفس القدر؟ 

أعتقد أنه سيناريو مكرر 

كأن تعود من يوم عمل شاق ولكنك ترى الراحة أولى لشخص آخر غيرك، ترى بشكل ما أنك تستحق هذا العناء وأن تكون دائما اختيار احتياطي - لما قد يزيد عن الحاجة - فتظل طوال ليلك تلوم نفسك على جعلك اليوم شاقًا بهذا الشكل، أترون؟ لا منطق على الإطلاق.

تمر السنين وتعود لتنظر إليها مجددًا، تم استهلاك ١٠٠٪ من الباقة لكنك لست المستهلك المباشر، من سيدفع لإعادة الشحن؟ أنا، من المستخدم؟ بالطبع لست أنا.

مؤخرًا دخل قاموسي نوعٌ جديد من المشاعر يدعى ( الضيق من أشخاص آخرين غير نفسي)، حسنًا قبل التأفف ونعتي بالمثالية الزائفة أو محاولات الانغماس في التبرئة.. مؤخرًا أدركت أنه يمكن أن يضيق صدري بمستخدم الباقة إن جاز التعبير، وأنه يجب على مستخدمها الأساسي أن يكون ( نفسي) التي لا أعرفها حتى الآن بوضوح. 

لا يمكنني لوم أحد على ما وضعت بنفسي من قوانين، لا يمكنني حتى إظهار الامتعاض على ما أردد بلساني " أكيد طبعا مش متضايقة". 

مريب أن تقنع شخصًا مرت عليه عشرات الأعوام التي اعتاد دومًا على كونه الخيار الأخير أنه صاحب السلطة، ربما ظنك تهذي، ربما يتأكد بين الحين والآخر أنك لا تمزح، وربما يجن جنونه ويطيح بالكل أرضًا، الأولوية الجديدة هذه تبدو مذهلة! 

لا أعلم ماذا ستفعل بالتحديد، لكن أعتقد أنها تستحق أن أتحدث معها قليلاً وأن أمنحها الفرصة، أو القليل منها لتخبرني، ما هو قدر النفس عن صاحبها؟