مبعرفش أعنون الأشياء

في الواقع، لا أفهم لِمَ كانت هذه من سماتنا البشرية، لا أفهم ضرورة الحصول على معاناة حسيّة مع أناس مثلنا تمامًا، قمة التطابق تتقابل مع قمة الاختلاف!
كيف وُلدنا و نحن نشعر بأنفسنا، كيف كان أول شعورنا بالعالم؟ كان مخيفًا؟ قررنا على إثره تفضيل أنفسنا أكثر؟ حبها أكثر؟ حقيقةً أردت في كثير من الأحيان معرفة "كيف بدأ الشعور"، لكن هذا يبدو غير مهم إذا نظرنا للوحة الكاملة بزاوية تصوير أكبر قليلاً.
كل ابن آدم هو صفة من صفات الأنانية، ابن آدم مقترن بالأنانية، لا يمكن اقتصارها على النسبة القليلة المادية.
نعم، كل من يقرأ هذه الكلمات هو شخص أناني بنسبةٍ ما و بطريقة أو بأُخرى سيسعى حالاً لإنكار ذلك في خلال ثلاث ثواني.
لا يمكن إنكاره بالرفض، نخاف الكذب بالطبع إلا على أنفسنا ..
"أنا فقط كنت أحاول البحث عن الراحة"، " لا أعلم فعليًا سبب مقنع لما فعل فلان، لكنه آذاني، فقط آذاني بدون أن يمسه شعرة. هذا ضرب من الجنون إذًا."
لا أحد يتحمل الخسارة، حقيقةً لا أحد، نحن ضعفاء، نملك من الهشاشة ما يمكن أن يطوينا طيًّا لعدة مرات.. لكننا نكره الاعتراف بذلك بالطبع.
لا نتحمل أن نخرج وحدنا خاسرين، لا نتحمل فكرة التساوي.. مهما كنت مثاليًا بشكلٍ كافِ، صدقني لن تتحمل شعور أن تخسر نفسك أو تخسر معركة على الأقل بمفردك.
لابد أن تستمد ذلك الشعور بالراحة، لابد أن تسترده.. تبًا لنا ألف مرة.
لا يمكن أن ينعم المرء منا بحياة هادئة، دائما نبحث عن تعويض لمعاركنا الخاسرة، إن أفلت الفاعل فلن يُفلت الفعل .. ننقل خبراتنا بأسوأ شكل ممكن .. نفتح الدائرة المقيتة لتبادل الخسارة و الطرق المتنوعة للثأر من موقف شعرنا فيه ولو للحظة بالخذلان .. من المؤسف حقًا أن هذه الدائرة لا تعرف أصحابها، إنها لا تهتم حقًا، ما يهمها هو ذلك الارتياح مهما كان مصدره.. ما يهمها حقًا هو إرضاء تلك الأنانية بشكل أو بآخر، لا داعي للمثالية اليوم، نعم نعم افعل هذا و سأتركك تندم كما شئت، هه مغفل.

Comments

Popular posts from this blog

جبروت امرأة

تاكل حاجة؟

هممم