(1)

الساعة الآن الثانية ..
الكل يغط في نوم عميق  ،  لا أجد حولي سواي و تلك الأوراق المترامية في كل ركن  ،   حتى أنني لا أعبأ بها منذ الصباح ..
أجد موضوعاً جديداً أشغل نفسي به بعيداً عن هذا السكون.. 
ما هو عمري الآن؟ ،  إنهم يقولون ثمانية عشر عاماً ،  إنه دهر بأكمله!..
ترى ماذا فعلت في هذه الأعوام الفائتة؟ ،  ما الذي أضعه " الآن "  مما فعلت في مصاف الإنجازات؟ ،  ضئيلة جداً  ،  بل تكاد تكون لا شئ يذكر..
مرت تلك الأعوام بسرعة شديدة ،  و خصوصاً تلك الأعوام الخمسة الأخيرة ،  أحداث رتيبة و مفرحة و أخرى محزنة ،  أناس تذهب و آخرون يجيئون و حياتي لا تزال كما هي..
أضع قائمة كبيرة من الإنجازات المراد تحقيقها و الوعود بأن أبدأ بالإقلاع عما لا فائدة له بصدق ،  لكن تباً لتلك النفس الضعيفة  ،  لم يُجدِ ذلك نفعاً  ،  بل كنت أنسى أصلاً أمر كل تلك المشاريع البراقة للبدايات الجديدة ..
ظللت أستهلك نفسي في الفراغ  ،  أضعت و لا زلت أضيع من تلك الثواني آلافاً مؤلفة ،  قد يأتي يوماً ما يوقظ ما وعدت نفسي به
،  أجاهد نفسي مرات لكنني أعود كما لم ألبث سابقاً ،  بل و أكثر...
ما الذي أضافه وجودي طيلة هذه الأعوام الفائتة؟ ،  هل كانت تلك الكلمات الهزلية هي محور الكون؟ ،  هل كنت بهذا الغباء لأعتقد أنني لن ينتهي بي الحال بالكفّ  عما أفعل؟ ،  لِمَ لم أفكر قط في نهاية تلك الحال ؟...
نعم بالفعل ،  أغفلت أن هناك يوم سيكون لدى مسئوليات تجاه نفسي أكبر من مسئوليات الطفولة .. 
استمتعت كثيراً و مللت أكثر  ،  أعرف الداء و الدواء لكني أصررت أني " مش غلط أوي"  و " مجتش عليا" ،  و استسلم عقلي لهذا الإلحاح .. 
هذه ما يسمونها حجة البليد ،  قتل حقيقي للنفس ،  تصير مشتتاً بين هنا و هناك ،  نفسك تتوق للهرج ،  و عقلك يتوق لما يمكن أن تضيف من جديد..
هل فكرت يوماً في منتهى هذا؟ ،  بالطبع فكرت ،  لكني أغفلته عمداً  -  ياللغباء - ..
كثيراً ما حاولت ،  و كثيراً ما استسلمت  ،  ألا يكفي ما مضى؟
أم أنني سأظل عشرون عاماً أُخر و عمري  لا يسجل سوى عاماً أو عامين من " التواجد الحقيقي" ؟ ...

Comments

  1. أم أنني سأظل عشرون عاماً أُخر و عمري الحقيقي لا يسجل سوى عاماً أو عامين من " التواجد الحقيقي
    " ؟ ...
    و ربما لا يسجلهم :(

    ReplyDelete
  2. انا مبغطش فى نوم عميق 😂😂 بس رايحة اهو 💃
    جميلة بجد

    ReplyDelete
  3. بتلمس اي حد يقراها
    اللهم قرار :(

    ReplyDelete

Post a Comment

Popular posts from this blog

جبروت امرأة

تاكل حاجة؟

هممم