الإيمان بالغيب " مناقشات مختصرة"

بسم الله الرحمن الرحيم..
الموضوع النهاردة كبير اوي اوي :D ،  بس ان شاء الله أقدر أوصّل كل الل عندي فيه..
أول حاجة بنبتدي نعملها لما عقلنا ينضج اننا نفكر ف الل بنعمله بتقليدية من ساعة ما وعينا ،  و نفكر ف أفعالنا و ما يحكمنا و ديانتنا كمان..
في ناس ممكن تقف ف التفكير عند حد معين و ماتكمّلش،  و في ناس بتفضل تدوّر حتى الاقتناع ،  و لو لم يكن تاماًّ..
النهاردة هاكتب ف موضوع مهم جداً و حصل عليه كمية كلام لا بأس به و في ناس بسبب التفكير الخاطئ فيه وصلت لإلحاد و العياذ بالله...
السؤال تم طرحه كالآتي :
" طالما احنا المفروض نفهم ديننا بالعقل ،  طيب و الغيبيات و ما يشابهها لا يقع من ضمن الحاجات المعقولة بس لازم نقبلها ،  ازاي؟  "
الإجابة مهما كتبتها هتبقى من وجهة نظر و بمعلومات متفرقة مما قدرت أحصّل  ،  يعني انا مصدر لا يعتمد عليه أصلاً تمام؟  :D
_____________________________
دلوقتي احنا بنتناقش ف السؤال ده من منطلق الفهم فقط ،  مش جحود أو أي حاجة ..  عشان أغلب المصادر معتبرة الل بيدوّر ف الموضوع ده جاحد عايز حاجة يعقلها بس عشان يؤمن أو بيتلكك يعني..  العياذ بالله من ده كله..
ف البداية كده.. 
                **إيه هو الغيب؟ **
الغيب هو كل حقيقة لا يدرك طبيعتها العقل أو لا يتعامل معها الإنسان بالحواس حيث لا سبيل إلى معاينتها أو الوقوف عليها، لكنه يدركها كحقيقة ، كالملائكة والجن والشياطين والجنة والنار أو كالمستقبل وما سيقع فيه.
والروح التي تحيي هذا الجسد عند الإنسان والحيوان هي من علم الغيب أيضاً، ندركها كحقيقة لكن لا سبيل إلى معاينتها أو إدراك طبيعتها
           ** هل الإيمان بالغيب ضرورى؟ **
الإيمان بالغيب ده من أهم ركائز الدين بعد التوحيد ،  و هو الأساس الل بيثبّت البناء ( الدين)  ف القلب.. و من خلاله بتوصل للإيمان الصحيح..
بس لازم ننتبه ل3 حاجات عشان مايفضلش مصر على النقاش ف النقط دي..
(1)  أن علم الغيب من اختصاص الله تعالى وليس لنا مشروعية البحث عن حقائقه وتفسيره.. 
بمعنى؟
العلم ده مهما بحثنا فين مش هنوصل لأننا مش هنقدر نلمسه أو نعقله بقدراتنا العقلية المحدودة ،  و مفيش ليه أي حاجة مادية نقدر نطبّقه عليها مثلاً..
فلازم نسلّم تماماً اننا مش هنعرف أكتر عنه لأنه مش من اختصاصنا..
﴿ وَعِندَهُۥ مَفَاتِحُ ٱلْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَآ إِلَّا هُوَ ﴾ [الأنعام: 59]
﴿ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى ٱلْغَيْبِ ﴾ [آل عمران: 179].
 _________________         ______________
(2) النقطة دي نتيجة لآخر جملة فوق ، أي اننا المفروض نؤمن بوجود الغيب على الرغم من عدم إدراكنا ليه مع التسليم بإنه في علم الله و ليس البشر...
     لكن ليه نؤمن بيه؟...
الإيمان بالغيب يدخل في باب التسليم النفسي والاهتداء القلبي، ولا يدخل في باب الإدراك الحسي والعقلي
وهو ده  معنى الابتلاء بالإيمان بالغيب لحكمة يدركها الله تعالى و للتمييز بس المؤمن الحق و الكافر،  عشان لازم ناس تدخل الجنة و ناس تدخل النار طبيعي ،  إنما لو كل حاجة كانت واضحة للعقل البشري لاهتدي الكل.. !
﴿ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ ﴾ [المائدة: 94]
﴿ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ﴾ [الحديد: 25]
، فنلاحظ أن الإيمان بالغيب متعلق بالنفوس والقلوب وليس متعلق بإدراك العقول وتفكيرها
بمعنى أنه لو كان مطلوب إعمال العقل فيه،  يبقى كان من الأولى أن ربنا يطلب مننا التفكُّر فيه،  إنما كل الآيات الل ذُكر فيها الغيب قيل فيها ان الغيب علمه عند الله و اننا مش مفروض علينا خالص نتفكّر فيه لأنه هيبقى تضييع وقت بلا فائدة و ف الوقت الل ضاع ده كان ممكن نفكّر ف حاجة نقدر نعقلها..
_____________ ______________ _________
(3) عدم الخوض في أمر الغيب وحقيقته والبحث في كيفيته.. لأن ذلك سيؤدي بنا حتما وبالذات في صفات الله تعالى إما إلى التشبيه الذي وقعت فيه بعض فرق الإسلام كالكرامية أو إلى التعطيل الذي وقع فيه الفلاسفة ومن تبعهم من المعتزلة والمتكلمين وكلامهما ممقوت في مذهب أهل السنة.
ولهذا فإن القرآن الكريم أنكر على من يخوض في أمر الغيب
قال الله تعالى ﴿ أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ ﴾
وقال تعالى ﴿ أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى ﴾ [النجم: 35].
الكلام ده كوبي..  تعليقي أن ده ملاصق لحد كبير للنوع الثالث من أنواع التوحيد كما كتبت ف موضوعه سابقاً
و هو أننا نُفرِد لله ما ذكره في كتابه من أسماء و صفات من غير مانجسّمها برؤيتنا و عقلنا المحدودين و نختار أشكال بمزاجنا و قد تصل للتعطيل فا نغيّر المعنى و نفسر من وجهة نظرنا كي يتناسب ..
و الخلاف ف النقطة دي بالذات مستمر حتى الآن..
______________________
     **  مش هنعرف اي حاجة حتى و لو جزء يسير من الغيب؟ **
احنا متفقين على أن الرسل مُصطفين من الله و انهم أفاضل البشر ،  لكن حتى دول مايعرفوش الغيب..
ده لا يعني أن ربنا ما كشفلناش غيب خالص،  بس كشف ما يفيدنا منه و ما يبتلينا به..
الطبيعي اننا كل ما بنتقدم ف العلم كل ما في حاجة من الغيب الل كان مخفي عنّا من قرون أو حتى سنين فاتت بتظهر ،  الماديات مابنتناقشش فيها لأن كلنا ممكن
نلمسها و مانقدرش نختلف عليها..
لكن ربنا كانت ليه حكمة كبيرة ،  كشف ماديات نلمسها و كشف من أخبار الأولين ما نتعظ به و كشف وجود مخلوقات تانية غير الإنسان و الحيوان و كشف وجود آخرة و حساب و جنة و نار و هكذا على نفس السياق   ...
الحاجات دي مش بنلمسها و لا بنعقلها ،  بنؤمن بيها داخلياً فقط كشئ نابع من الإيمان بالله  -  لما يكون متأصّل و قوي - 
و ربنا بيقدر يميز بيها بين المؤمن و المتشكك و الكافر...
﴿ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 29]
﴿ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴾ [طه: 98]
﴿ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ﴾ [البقرة: 255]
_________ ________________ __________
     ** إيه المشكلة ف التفكير ف أمر الغيب؟  **
الإيمان بالغَيْبِ هو مفتاح الإيمان بالله تعالى وبما أخبرت به الرسل عليهم السلام ومن أنكر الغيبَ فليس لديه قابليةٌ لأن يُصَدِّق بما أخبرت به الرسل، وما أنزل من الكتب؛ لأن أساس الإيمان بذلك هو الإيمان بالغيب.
وكلما كان الإيمان بالغيب أقوى؛ كان الإيمان بالله تعالى وبما جاء من عنده أقوى وأمكنَ في قلْبِ العَبْدِ.
بمعنى اننا لو تطرّقنا للناس الل فكّرت ف موضوعات زي الغيب و الروح و ما شابه بمغالاة هتلاقي إيمانهم ضعيف ،  و بما انهم أنكروا أو حتى تشككوا في صحته يبقى ليهم الحق يتشككوا ف باقي الدين لأنه قائم على روحانيات...
و ربنا شبّههم في كتابه بحال الدّهرية الملاحدة الل قالوا:
﴿ مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ ﴾ [الجاثية: 24].
_____________________
** ليه بنميل للبحث عن الغيب؟ ** 
النفس البشرية بحكم جهلها وعجزت بتحاول تكسر ما تعلم أنها عاجزة عنه ،  فا بتبدأ تبحث ورا الغيب،  و لحد دلوقتي في ناس لسه عندها امل و صبر و بتبحث ورا أصل الروح و أصل القدر و صحف الناس و هكذا.
﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ العِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 85].

إن المؤمن الحقَّ هو من يؤمن بالغيب، ولا يتكلَّف البحث فيه؛ لعلمه أنه من أسرار الله تعالى وأنه لن يدركه ما لم يطلعْه الله على شيء منه، ويجعلُ همّه ومهمته في العمل على تحقيق ما يرضي الله تعالى من الإيمان به، وإقامة دينه، والدعوة إليه.
و ده كان منهج العلماء الراسخين ،  التفكُّر فيما يفيد و مناقشة ما بلغوا من العلم المادي أما المعنوي فيؤمنون بالله و حكمته في إخفاء ما لا نعلم و تدبيره لكل شئ ،  لإيمانهم أن الأمور دي محدش هيكتشفها لأمها مش محجوبة عنهم بس،  دي كانت محجوبة عن الرسل! ،  محجوبة عن البشر الضِعاف جميعاً..
و بالفعل..
".. إن من أعظم الفتن في زمن الفتن: اشتغال الناس بما لا ينفعهم، وانصرافهم عمَّا ينفعهم، وتركهم ما كلفوا به، وإسراعهم فيما لم يكلفوا به، وهذه فتن من نتائج الفتن الكبرى.. "
_________ ____________  _________
http://bayanelislam.net/Suspicion.aspx?id=01-03-0007
هنا في كلام بأدلة بس هو واسع جداً على أنه يتبسّط زي الل فوق ،  إنما كلهم على نفس المنوال..
_______________
نفع الله بنا و بكم جميعاً  :)

Comments

Popular posts from this blog

جبروت امرأة

تاكل حاجة؟

هممم